بِسم الله الرحمن الرحيم
أعُوذُ بِالله مِن الشَيطَانِ الغَوُي الرَجِيم
الصَلاةُ وَالسَلامَ عَلىَ مُحَمْدٍ وآل بَيِتِهِ الطَيبينْ الطَاهِرِينَ
حُسْنَ الخُلُقَ ......
من حَسُن خُلُقَهُ قَل خَطَاهَ ، وَكثُرَ مَحبوه ، وَقَهر أعَدائُه ،
إن الخُلقَ الحَسَنَ يُصاحِبَهُ الحِلْم ، فتكاد لاترى حليماً إلا وخُلُقُه حَسنه ، مُتواضِعاً في مَلْبُوسِه ، مُكتَفياٍ بَمَأكوله ، مُقتْنِعاً بِمَمَلُوكِه ، مُعتَرِفاً بِفَضَلِ الله عَليه ، مُلتَزِماً بَوُعودِه ، دَائِم الحَمدَ والتَسبِيح ، مُفَوِضاً أَمرَهُ للبارِي عَزَ وجَلْ .
كثيراً هيَ التَوجيهَات التي وجَهَهَا لنا الرَسول ( صَلىَ الله عَليهِ وآلِهِ وَسَلَم ) الحَاثه عَلى حُسنَ الخُلق وتَأثيراته الروحانية والربانِيه على حيَاتِنا اليومية ، سِواءَ كانَت العَملِية أَم العِلمِيهَ ، و لاتَخفىَ على أَحدٍ الأحاديثُ من الأئِمة سلام الله عَلَيهِم أجمعين اللتِي تُبَين لَنا حُسنَ الخُلُق ومُأثِراتِهُ النفسية وتَبِعاتِه اليَوْمِيه .
دعونا معاً أُخوتي نستحضر بعض المواقف والأحاديث الدالة والمشيرة إلى رَوعة الخُلُقْ الحَسن وسيماتهِ المزَكِية للروح والجسد .
* قالَ الله تعَالى (وَإِنَكَ لَعَلْى خُلِقٍ عَظْيِمم) مَادِحاً نَبيه صَلى الله عَلِيهِ وآلِه وَقِيل سَبَبَ الِنزول أن النبي صَلىَ الله عَلَيِهِ وآله لَبسَ بُرداً نَجرانياً ذا حَاشيةٍ قَوية فَبينمَا هَو يَمَشي إذ جَذبه أِعرابي مِن خَلفِه فَجًَرت عُنُقه فَقال لَه إِعطِني عَطائِي ياَ مُحَمَدَ
فإِلتَفَت إليه مُتبسِماً وأمَر لَهُ بِعطائه فنزل قولهُ تَعَالى (إِنَكَ لَعَلْى خُلُقٍ عَظَيِم).
حقاً خُلُقُكَ عَظِيم وَ طَبْعُك كَرِيم أَيُها الرَسول الأَمِين ، فأنتَ مَن سُئَلت أَيُ المُؤمِنين أَفضَلُهُم إيماناً فَقُلُتَ : أَحسَنُهُم خُلُقاً .
ومَا مَن خُلُقٍ كَخُلُقَك يانَبْيَ الرَحمه .
وَ قُلتَ أيضاً إن الخُلُقَ الحَسن يُذيب الخَطِيئة كَمَا تُذيب الشمسَ الجَليد ، وإِنَ الخُلُقَ السَيء يُفْسِدَ العَمل كَما يُفسِد الخَل العَسل ، وقُلتَ إن حُسنَ الخُلق يُثبت المَودة وحُسن البِشر يُذهِب بالسخيمة وَمَن أيقن بالخلف سَخت نَفسُه بالنفقة فاستنزلوا الرِزق بالصَدقة وإياكم أن يَمنع أحدُكم مِن ذي حَق حَقه فينفق مِثله في مَعصِيته.
وأما عن دَرَجات ذَوي الخُلُق الحَسَن فقال صلى الله عَليهِ وآلِهِ وَ سَلَم :
إن حَسِنَ الخُلُق يََبلِغ دَرجَة الصَائِم والقَائِم. وإن الله يَعطي العَبد عَلى حُسِن خُلُقَهَ مِن الثواب كَما يعطي المُجاهِد في سبيل الله .
و قال صَلى الله عَليه وآلِهِ:
أحَلم الناس الذين إذا غَضبوا عَفوا وأصَبرُهم كَاظِمُهُم للغيظ وأغناهُم أرضَاهُم بمَا قَسم الله وأحَبهم إلى الله أكثرَهُم ذِكراً لله وأعَدَلَهُم مَن أعطىَ الحَق مِن نَفسِه وأحَب للمُسلِمِين مَا تَحِب لنفسِك وإكره لَهم مَا تَكره لِنفسِك.
أما الإمام أبي عبدالله الصَادِق عَليهِ السلام فَقال :
ألا أُحَدِثَكُم بِمكارِم الأَخلاق... الصُفحَ عنِ الناس وَ مُواساة الرَجُل أخاه في الله وَ ذِكر الله كثِيراً.
وجَاءَ عن سَيِدِ الشُهداءَ قَولُه :
مَن صَدَق لِسَانه زكى عَمله ومَن حسُنت نيته زيدَ فِي رِزقه ، ومَن حَسُن بِرهُ فِي أَهلِه بَرّ فِي عُمرِه.
وقال عَليهِ السَلام : لا تغروا بصلاتِهم وصِيامهم فإن الرَجُل بِرَمَا لَهِج بِالصَلاة والصِيام حَتى لو تَركُهما إستَوحَش لِذلك ، لكن اختبِروهُم عِند صِدق الحَديث وأداء الأمَانة وصِلة الأرحام والبِر بالإخوان.
كَثُر حديثَهم سَلاَمُ الله وصَلواتَهُ عَلَيهِم أجمَعين عن الأخلاق و أحبَبَت أن أترُكَ لَكُم أخوَتي أسطراً تنيروها بخُطوط أَقلامَكُم النيرة وبما أِقتَدرَت يُمناكم.
والحَمدُ لله رَبَ العالَمين
وصَلَ اللهُم عَلى خَاتَمِ الأنبِياءَ والمُرسلين أبي القاسِم مُحمدٍ وعَلى آل بَيتهِ الطَيبين الطاهِرين.